ارتقاء سبل المواجهة اليوم في اطار الفهم العام للتحول الاستراتيجي الذي خيم على المشهد في جنوب العالم،حيث ان الدعوات لم تعد تقتصر على امكانية التفاهم مع الاميركي و رعاية وجوده بل باتت اكثر قابلية لتصعيد المواجهة معه في غير محطة. جاء ذلك بناء على الوعي انه ليس هنالك اجتزاء بل هي معركة منظومية لها امتداد و تقاطع في غير محطة دولية وتمثل النموذج الملهم للتحرر.
يقدم المفكر العربي الاسلامي (مالك بن نبي) مفهوم الاستعمار و القابلين للاستعمار، و هو ما نشهده في سياق التمدد الافقي و العامودي لقوى الهيمنة تحت مظلات جمعيات يمولها (open society, IrI,usaid, eu, rand institution) و قوى اهلية و غير ذلك. استحكمت هذه القوى بفاصل الارتقاء الاجتماعي للنازعين الى الخروج من نفق التردي الاجتماعي لمحاكاة نمط استهلاكي غربي. خطورته شملت الهندسة الاجتماعية لهذه الافراد في اطار المواقف المبتناة حسب الرغبة الغربية التي تشكل العلة في سببية الوجود الخاصة بهم، والتي تنتفي بغياب سبل الدعم.
ثانيا و هو الاهم ان التناقض الاساسي بين قوى الاستعمار و الشعوب الاصلانية هو يحدد الخارطة العامة للحركة والاجراء والتمرد، يليه اي تناقض اخر مهما اختلفت المدارس السياسية في هذا القبيل. هنا تكمن اهمية فهم ما تشكله اسرائيل وأن المواجهة معها تأتي في اطار المعركة العامة الخالصة مع قوى الهيمنة قاطبة. وبذا تتشكل اهمية دخول جبهات المساندة في غير ساحة التي تستطيع الضغط على الاصيل والوكيل في ٱن.
ختاما، تمسي نظريات الواقعية السياسية نافلة حينما لا تقترن ببناء اسباب القوة التي تصيغ المنعة لبلداننا و رأسمال القوة المادية الذي بات هو ورقة القوة الحقيقية في يد شعوب منطقتنا بمقاومتها ومناصبتها قوى الاستكبار العداء والتحدي والتمرد عليه في مناطق كانت حتى الامس القريب مناطق نفوذ تقليدية.
اترك تعليقاً