تفاعل المنظومات والتحولات الاستراتيجية: مقابلة حصرية

تفاعل المنظومات والتحولات الاستراتيجية: مقابلة حصرية

مقابلة اجراها علاء الدين الغربي مع الدكتور والمحلل السياسي، الباحث في الشؤون الاقليمية والاستراتيجية وسام اسماعيل.

يسرني في البداية أن ارحب فيك دكتور بإسمي وكل القائمين بالعمل في فريق ميدان. في حوارنا اليوم تحل ضيفا عزيزا و أنا احد تلامذتك و أود ان اسألك, ما هي انعكاسات اعلان الممر الهندي في سياق معركة طوفان الاقصى و كيف يمكن فهم الديناميات المحركة للمشهد على هذا الصعيد؟

“عندما تم الاعلان عن الممر الهندي في قمة العشرين، كان واضحا أن الامر لا يتعلق في المرحلة الاولى بمنافسة طريق الحرير، فالهند لا يمكنها في القريب العاجل ان تضاهي الصين في الناحية الاقتصادية.
ثانيا: ظروف المشروع توحي بأنه تم اتخاذه على عجل، لكن مع بداية طوفان الاقصى وجدنا الكثير من المحللين يلتمسون الهدف الحقيقي من المشروع. من السهل اذا القول انه يخدم فكرة التطبيع و دمج الكيان الصهيوني في المنطقة و رأينا كيف تحركت الولايات المتحدة الاميركية للضغط على الدول العربية من اجل الدفع لتطبيق عملي لفكرة الدمج جراء الضغوط للاقرار ان المشروع قائم”

في اوج انخراط الغرب الأطلسي في معركة اوكرانية، جاءت معركة طوفان الاقصى لتعيد رسم الخارطة السياسية للشرق الاوسط من جديد، هل يمكننا فهم ذلك في اطار التخادم بين المنظومات التي تريد الخروج على الارادة الغربية؟
“لا يمكن إعتبار العمل المقاوم خدمة لمشاريع لكن من الطبيعي ان تستفيد القوى الكبرى من الاحداث، جراء توجيه ضربة للمشروع الاميركي في المنطقة وللقاعدة الاستراتيجية المتقدمة في المنقطة (اسرائيل). بالتالي يمكن لهذه القوى ان تستفيد من تراجع القوة الاميركية و الاسرائيلية على وقع طوفان الاقصى، لا سيما القوى النشطة في المنطقة، ايران بالدرجة الاولى وروسيا.
الاميركي حاول ان يقيم نوع من المقايضة من قبيل التخلي عن اوكرانيا لقاء دفع روسيا لإقناع الايراني بعدم التدخل والذهاب نحو التهدئة، وهو ما لم تستجب له الدولة الروسية بل تتعاطى ان ما يجري يهدد الامن والسلم الدوليين، فهي لم تدين قوى المقاومة ولم تضغط على حركات المقاومة الحليفة. بناء عليه يمكن فهم ذلك انه نوع من التخادم لكن العرضي، و ليس تواطؤ او استغلال للقوى المناهضة للمشروع الاميركي في المنطقة.
يمكن اذا لهذه القوى ان تستفيد من التراجع والفشل الاميركي خضوصا أن الفشل هو عنوان للسياسة الاميركية، في ظل عدم قدرتها للحفاظ على مصالحها وعدم قدرتها على ادارة المشروع الاسرائيلي بما يناسب تطلعاتها ومصالحها خصوصا ونحن على ابواب انتخابات اميركية بالوقت الذي نرى فيه تقدم للروسي دون ان تنهار مصالحه.”

هل من تفسير جيو سياسي للمشهد الاقليمي؟

“نحن في المنطقة نشهد تجاذب بين مشروع اميركي اسرائيلي وحضور عربي ومشاريع اخرى.
الاول هو مشروع محور المقاومة الذي لديه اهداف ومصالح مستقلة عن المشروع الروسي والمشروع الصيني.
الولايات المتحدة تحولت من محاولة تحقيق هدف السيطرة على المنطقة وتجنبد دولها لتاسيس لمرحلة التجاذب التي تصيغ النظام الدولي وعلى وقع الفشل في سوريا والعراق وفلسطين، يدلل على ذلك الانتقال من مرحلة إحكام السيطرة على المنطقة الى مرحلة صياغة تحالف.
المستوى الثاني هنالك تقدم للمشروع الاخر لكن في شكل عرضي وهو المشروع الروسي دون ان يكون هنالك تحرك من قبله، فهو يملء حكما الفراغ الناجم عن تراجع المشروع الاميركي و الامر نفسه ينسحب وينعكس على الصين الذي في الوقت الذي تتصارع فيه المحاور هو يؤذي في طريقة سلسلة ليفرض ايقاعه على العلاقات الاقليمية والدولية.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *