ليس من المبالغة في شيء وصف الجدلية التي تحكم الثورة والدولة في كل محطات التاريخ، بل لا بد تنظيم هذا الشكل ليكسب منحى منظم يتشكل نسق المؤسسة الناظمة للشؤون كافة،تحدد من خلالها شخصيتها موقعها ودورها.كان لجورج حبش قول مأثور يشدد فيه ان الثروة النفطية هي التي عبدت الطريق امام كامب دايفيد.
فهم اي نظام ينطلق من مسلمة تتعلق بأبجدية تشكيله، و علاما تعتمد بنيته في الاستمرار.من هنا يبدو من الخطل قراءة واقع النظام الرسمي العربي على انه ملوك وزعامات دول،او الجامعة العربية على نحو او آخر.بل هي تنتظم في إطار ما تشكله للعالم الخارجي وحجم الارتباط بينه وبينها، وماهية موازين القوى.فالنظام ها هنا لا يشكل سوى كيانات-اقاليم تسييل القيم المنتجة للغرب الجماعي ولا يشذ عن هذا الا ما عرف بالنظم الوطنية مع فروقات لا مجال لذكرها.
استعراض محطات الازمات التي أفضى إليها ما اصطلح على تسميته النظام الرسمي هذا،فهي في لحظة اتخذت قرار بالعبث بالأمن السوري لكن الأخطر تفكيكه على نحو كيانات تركيبها الغير متجانسة تؤدي إلى عدم التناحر الإجباري، قبلها العراق التي في لحظة تم مساومتها بين النفط و الغذاء، وليبيا و السودان. كل ما ورد حصل في اطار إمكانية فهم يعتريه الكثير من المراوحة متمثل بإمكانية الوقوف على مقربة من مراعاة مصالح الغرب. كان يحصل ذلك في وقت تجد فيه الغرب ينتج برنارد لويس الذي قدم مشروع تقسيم المقسم في ثمانينات القرن الماضي ووافق عليه الكونغرس، ورفائيل اتاي يتحدث عن العقل المتصحر، و النبوءة مع صموئيل هنتغتون في كتابه صراع الحضارات.
ختاما، يكثر الحديث عن يوم تالي في لبنان اوغزة، اي تفريط بما تبقى من أمن وطني وقومي ليس للعرب بل لكل الإقليم، لكن التاريخ أخبرنا ان القوة المرفقة بحق لا تهزم ما دامت متصلة بالحق ومتشبثة بالقوة.
مدون قومي عربي
اترك تعليقاً