بقلم صلاح بسيوني
لطالما كان الناصريون طليعة اليسار الوطني والقومي على امتداد ساحات الوطن العربي , ولطالما شكل الناصريون ومن خلفهم كل القوميون العرب, القوة الجماهيرية الحاضنة للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر قومي على قاعدة مكافحة الاستعمار و اعوانه و جزأ اساسيا في حركة المقاومة الفلسطينية .
لقد ناضل الناصريون و القوميون العرب بقوة ضد الصهيونية والهيمنة الاميركية والغربية على بلاد العرب, ناضلوا في كل الميادين السياسية و الثقافية و الاعلامية ومارسوا العمل الفدائي بجرأه قل نظيرها.
لقد انتظم الشباب القومي (ناصريون و بعثيون ووحدويون عرب) في منظمات العمل الفدائي والحركات الطلابية و النقابية تحت سقف حركة التحررالقومية العربية وقدموا التضحيات الجسام على طريق تحرير و توحيد امة العرب وبناء كيان سياسي يحقق الحرية و العدالة الاجتماعية و يحفظ الكرامة الانسانية .
اليوم وبعد مرور أكثرمن قرن على صراع القوميون العرب مع الاستعمار واعوانه الرجعيين وبعد ان تعثر المشروع القومي العربي التحرري نتيجة الضربات و المؤامرات الداخلية و الخارجية التي استهدفته , وتطوير الهيمنة الاميركية على منطقتنا بعد رحيل زعيم الحركة القومية العربية جمال عبد الناصر وسقوط الاتحاد السوفياتي وتوقف الحرب الباردة , تصدعت حركة القومية العربية منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 وقبله معاهدة كامب ديفيد وصولا الى اتفاقية وادي عربة و أوسلوا واحتلال بغداد وتدمير ليبيا و سوريا و اليمن و السودان وتفليس لبنان و مصر والاردن واستحضار الصراعات الطائفية و العشائرية و الجهوية واثارة الفتن مع الاقليات .
لقد جاء طوفان الاقصى ليقول ان الحرب ليست شراً كاملا وليست خيراً عاماً بل الوسيلة الوحيدة القادرة على حسم الصراعات المعقدة التي لم تستطع ان تحلها كافة الوسائل الاخرى , وهي الحافز لصياغة مفاهيم معرفة الحق من الباطل . لقد أضاء طوفان الاقصى بكل مآسيه الانسانية شعلة الامل في وجدان الامة التي استهدفه المستعمر تدجيناً و تخريباً وتطبيعاً, لقد جاء الثمن غالياً دفعه ابناء غزة و الشعب الفلسطيني . جميعنا متساوين في الغضب و الدموع كلنا نتهالك امام ابادة شعب فلسطين , فإن سقطت فلسطين ستسقط انسانيتنا وفقدنا كبشر وجودنا .
اليوم فلسطين من البحر الى النهر ومن غزة حتى الناقورة تنادينا جميعا كحركات تحرر للوقوف الى جانبها فهي فقدت الامل من النظام الرسمي العربي وفجوره , املها بأحرار العرب و العالم في الدعم و المساندة.
ايها العروبيون في لبنان تقدموا وانخرطوا بالصراع ضد الاستعمار واعوانه.. تجمعوا تعاضدوا ضد سيطرة المؤسسة الامبريالية المهيمنة على بلادنا سياسيا و اقتصاديا وثقافياً وعسكرياً , إشتبكوا مع الصهيونية و الرجعية العربية , خوضوا معركة الوعي أنتم لطالما شكلتم طليعة العمل المقاوم لكل اشكال الهيمنة والاستغلال والتسلط . إرفعوا وتيرة مقاومتكم , طوروا أدوات نضالكم .
رحم الله المعلم القائل ” الخائفون لا يصنعون الحرية و الضعفاء لا يخلقون الكرامة ” و القائل ايضاً ” إن الذين يقاتلون يَحِقّ لهم أن يأملوا في النصر، أما الذين لا يقاتلون فلا ينتظرون شيئاً سوى القتل”.
المؤتمر الناصري العام
ساحة لبنان
اترك تعليقاً