محمود حامد
أتعجب من بعض الأشخاص الذين يعبرون عن فرحتهم العارمة بسقوط شهداء إيرانيين وسوريين بسبب العدوان الصهيوني على سوريا .
وتناسوا أن هذه ردات فعل صهيونيه على ما تتلاقاه من ضربات موجعة من محور المقاومة من اليمن للعراق إلى غزة وجنوب لبنان .
إيران أدرى بإدارة معركتها واختيار الوقت المناسب فلاستراتيجيه الايرانيه أكثر وعيا مما يردده جنرالات المقاهي.
ان المتابع لاستراتيجية محور المقاومة يدرك جيدا أن محور المقاومة هو من يخرج هذه الامه من ظلام الهزيمه وطحن المشروع الصهيو امريكي في المنطقه.
والقرار الإيراني ومخططاتها مدروسه بطريقه محكمة وحسابات عاليه الدقه
نراها قدر الإمكان تتجنب القفز بالهواء لأن أي قفزة خاطئه قد تدمر مشروعها المقاوم الذي بدأت في بناءه بعد انتهاء حرب السنين الثمانية.
في طريق النضال يسقط العشرات وربما المئات شهداء
المعركة اليوم ليست بصبيانية أو معركة الرد القبلي فإيران لا تتعامل بردات الفعل والانفعالية سواءا بالرد السياسي والعسكري .
احدى أهم منجزات الاستراتيجية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط واظنها ظاهرة للعيان هي إسقاط المشروع الأمريكي التركي الصهيوني .
في حرب سوريا الكونية حمت إيران ومحور المقاومة الهوية الوطنيه السوريه وساندت النظام المقاوم في سوريا من الهزيمة ومنعت من إسقاط سوريا في مستنقع الامريكان بحيث يتسنى إيجاد نظام يرفع العلم الاسرائيلي في دمشق .
دعمها اللامحدود لللمقاومه اللبنانيه وفرار الجيش المحتل من الجنوب بعد نضالات وتضحيات استمرت لأكثر من ١٨عاما الذي جنب لبنان الوقوع باتفاقيات الذل والعار .
وفي العراق وبدعمها المقاومه العراقيه من خلال البوابة السورية حتى اجببرت الامريكان الخروج من العراق ما قبل٢٠٠٧ وان عادت مؤخرا تحت ستار مكافحة داعش .
واكتمل المشهد الإيراني في اليمن وهزيمة المشروع الأمريكي أو بدايه انهيار الأطماع الامريكيه في الخليج وبعد انتصار الحوثيين أصبحت الملاحة ومصيرها بيد الحوثيين وكذلك مضيق هرمز على الأقل في مرمى النيران الحوثية .
واكتمل المشهد الإيراني ما تحققة المقاومة الفلسطينيه في غزة بعد ٦شهور من الحر ب المدمره والاجراميه بكل ما تحمله من أساليب اجرام يمارسها جيش الاحتلال في غزة .
بسبب هذا الدعم والصمود بدأ سقف التحالف الدولي ضد مشروع المقاومة بالانهيار وهذا واضح في الموقف الأمريكي
في بداية حرب ٧ اكتوبر استجلب الأساطيل المتعددة الجنسيات واثقلت الولايات المتحدة الأمريكية ميزان تواجدها العسكري في المنطقة ،و اتسعت تحركاتها العسكرية على نحو بالغ الوضوح ،.
فقد اتسعت تحركات الأسطول السادس في البحر الأبيض ، والخامس في البحر الأحمر ، ووصلت إلى المنطقة حاملتي الطائرات أبراهام لنكولن وجورج واشنطن وجيرارد فورد ، وكان آخر وصول ناهيك عن تعزيز قواعدها الأمريكية في الخليج ، فقد تم زيادة أعداد القوات الأمريكية في العراق بنسبة 25% ، وفي الكويت بنسبة 20% ، بالإضافة الى بناء منطقة عازلة ، بين التنف في الأردن والوليد في العراق ، والبوكمال في سوريا والقائم في العراق ، وأن الولايات المتحدة ستمسك بهذه المعابر من الناحية السورية مع إبعاد قوات الحشد الشعبي عن هذه المعابر ، وعن محافظتي نينوى والأنبار في العراق ، وعن مناطق غرب الفرات لمسافة لا تقل عن 30كم ( لقطع الإمدادات عن حزب الله إذا استمرت المواجهات معه لمدة شهر واحد حسب التقدير الأمريكي ) ، مع النظر إلى الاستراتيجية الأمريكية الواضحةلاحتلال شرق الفرات،بالاضافة إلى تعزيز قاعدة التنف في شمال شرق الأردن بالقواعد العسكرية مع تدريبات بالذخيرة الحية ، لمواجهة احتمالات اي هجوم ، بالإضافة إلى اثقال القاعدة البريطانية العسكرية بالاردن بالقوات .
كل هذه التغيرات جاءت لحصار لبنان أو كورقة ضغط على لبنان .
واضافة إلى فشل مشروع الميناء المطروح آلة قبرص والتهجير من خلال تأمين قبول مصري .
وتبخر الاحلام الأمريكية لسرقة الغاز الفلسطيني في البحر المتوسط .
تجسد هذا االفشل الأمريكي بقبول الولايات المتحدة الأمريكية قرار مجلس الأمن الاخير بوقف الحرب على غزة المخالف للصيغة السابقه التي رفضتها روسيا والصين .
لا تستطيع أمريكيا تجاهل حركات الشعوب حتى في الداخل الأمريكي والساحات في أوروبا والكثير من دول العالم .
بفضل هذا الدعم الإيراني بات الحلم الأمريكي واهن وان ساعات الغروب الامريكيه عن سماء الشرق الأوسط قاب قوسين أو أدنى وهذا الغروب سيترك هذا الكيان وحيدا في المنطقه يسهل اجتثاثه
وهذا سينعكس سلبا على وجوديه الأنظمة التي لعبت دور الشريك للعدوان الأمريكي على المنطقه وحين نستقرأ ما آلت إليه الانتخابات التركيه وسقوط مدوي لحزب أردوغان هذا مؤشر لسقوط الأحزاب الحاكمة في أوروبا التي ساندت العدوان على غزة. قسقوط أردوغان ضمن اللعبه الديمقراطيه في تركيا .
سيخرج الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة بخفي حنين يجر أذيال الخيبة
لله درك إيران لله درك يا غزة لله درك يا محور المقاومة أنجزت ما لم تنجز أمة المليارين خلال ٧٥ سنة من إيجاد هذا الكيان على أرض فلسطين.
اترك تعليقاً