حرب الاباده في فلسطين الطغاة و بطانتهم

حرب الاباده في فلسطين الطغاة و بطانتهم


بقلم صلاح بسيوني
7\4\2024
قرون من الاستعباد فتكت بعقولنا ,جعلت التكيّف مع العبودية نمط حياة . وبالرغم من الاعتقاد السائد ان زمن العبودية انتهى , ولان العبودية انواع , ترانا بالجهل نعيشها دون تمييز بين ما هو استعباد عام و استعباد خاص , بتنا امة ولت زمام امرها لنفوس هاجسها العبودية في كل الميادين .
هناك قول شهير ” .. لو امطرت السماء حرية لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات” .
الاحرار يؤمنون بمن معه حق و العبيد يؤمنون بمن معه القوة , فلا عجب من دفاع الاحرار عن الضحية و دفاع العبيد عن الجلاد.
الاستبداد يعزز العبودية و الطغاة يصنعونها ويغلفونها بغلاف المصلحة العامة, في حين لا حد لسلطانهم . هم يُسخرون كل شيء لارادتهم و لرغباتهم , يشبعون شهواتهم و مصالحهم الخاصة غير أبهين بمصالح الرعية.
لِما العجب من حالة العرب ؟
وهم ارتضوا عيش العبودية في كل الميادين الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية حتى في ميادين الفن و الثقافة.
تاريخنا حكمه طغاة من اقدم العصور الى عصرنا الحاضر وبالرغم من مرور فترات زمنية في تاريخنا عاش اجدادنا فيها بعضاً من الحرية و العتق من العبودية ولو نسبياً , الا انه سرعان ما عادوا وحنواّ لحكم الطاغية عند اول نكسة وأعتبروه مخلّصاً .
أمة تعيش في زمن انهيار منظومة الاخلاق و القيم بكل تفاصيلها ( قواعد و مبادىء ), هذا الانهيار مرده الضعف والاستسلام لظروف خلقها الاخر الخارجي, عندما رآنا عبيد عند طغاة خلقناها بايدينا فحماها ودجنها لمصالحه. قلة تتمرد و تقاوم وتواجه الظروف التي جعلتنا عبيدا عند اسياد عبيد , قلة تؤمن وتعمل لفرض واقع جديد مساره الحرية و جله الكرامة الانسانية .
في العودة الى فلسطين وحرب الابادة في غزة , نرى الطغاة وبطانتهم “البرجوازية القطرية المتخلفة” مستسلمين لارادة المستبد الخارجي , يفرض عليهم استراتيجيته يتقبلوها طمعاً بالفتات وتأمينا لديمومة حكمهم ولو على جماجم ودماء الاطفال و النساء وألآم المعذبين . تراهم يبحثون عن الاعذار ويقدمون انفسهم كوسطاء سلام بين الجلاد و الضحية , هم يعتبرون ان قضية تحرير فلسطين عبىء عليهم وعلى نفوذهم ومؤمنون بان تحريرها يعني تغيرا جذريا في الخارطة السياسية للمنطقة قد تطال انظمتهم الهشه ونرجسيتهم البغيضة .
البرجوازيات القطرية بما تحمله من اوهام الحفاظ على السلطة او التقرب منها طمعا بالارباح و التمرغ في الشهوات و حرصا على الوجاهه وحب الظهور و امتلاك القصور تعفي نفسها انسانياً من حرب الابادة في غزة وتنتظر التطبيع كمدخل لتكديس الارباح , خاصة انها برجوازية متخلفة يتركز نشاطها في اعمال الوساطة و السمسرة وتكتفي ان تكون وكيلة .
لذلك حرب الابادة في فلسطين لا يجب قراءتها بعدد الضحايا و حجم الدمار بقدر ما تقرأ بحجم تأثير المستعمر المستبد على الامة جمعاء ورؤية مدى التاثيرالسياسي والاقتصادي الكارثي للاستعمار في بلاد العرب . و يجب قراءتها من ناحية الهدر الاستراتيجي للطاقات و الاموال التي جعلت من الامة ضعيفة ومأزومة .
حرب الابادة في فلسطين كشفت للاجيال الجديدة ان قيم الغرب واخلاقه في الحرية و حقوق الانسان ما هي الا دعاية كاذبة لتجميل صورته البشعه وان هذه القيم تسقط امام مصالحه ونفوذه . وايضاً الحرب كشفت انه لا حرية ولا تنمية ولا تحديث ولا تقدم لبلادنا ما دام المستعمر وادواته من انظمة الطغاة الى صبيان الشوارع ممن هضموا ثقافة المستعمر وصدقوا اوهام الغرب , كم هم ادوات طيعه بيد امريكا واسرائيل , يكفي قول نتن ياهو للطغاة ” .. الزموا الصمت ” … فلزموه .
رحم الله القائد القائل ” .. على الاستعمار ان يحمل عصاه على كاهله و يرحل” …” لا مجال للخروج مما نحن فيه سوى أن نشق طريقنا عنوة وبالقوة , فوق بحر من الدم وتحت افق مشتعل بالنار” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *