لكل حسيني كربلاء


علاء الدين الغربي
“لبّيك يا حسين” تعني أن تقاتل ولو كنت وحدك. – السيد الأقدس”منظومتنا كلها قائمة على الفرد.” – الشهيد مغنية

يقطن محمد في حيّ يشهد له الجميع بأنه ذو خُلُق. سعى بعض أفراد الحزب إلى استدعائه للمتابعة المسجدية معهم، كي يُصار إلى انضمامه إلى الحزب. لكنه اعتذر بحجّة أنه منهمك في الدراسة، وخصوصًا أنه كان طالب طب. أي أن حتى المقرّبين في هذا الحي لم يعلموا بانضمامه إلى الحزب.

في هذه الأثناء، كان الحزب قد شهد نشاطًا غير مُعلن في توجيه العمليات الخارجية، في سياق الرد على استهداف الحاج عماد. وهو ما عبّر عنه السيد الشهيد في قوله: “إن أردتم هذا النوع من الحرب المفتوحة، فلتكن هذه الحرب المفتوحة.”

في الوقت ذاته، اخترق بنيان الحزب، والوحدة الخاصة التي يعمل بها محمد، عميل سيُعرف لاحقًا بمسمى “شوربة”. أدى الأمر إلى افتضاح أمر العملية التي كان الحسيني ينوي تنفيذها، وخصوصًا أنه كان يخطط لتفجير العبوة عن بُعد. إلى هنا، كان كل شيء يسير وفقًا لما خُطط له إسرائيليًا، والذي قرر إبقاء مسير الحافلة قائمًا.

لم يخطر في بال أحد من الإسرائيليين، بعد انكشاف العملية، أن خطتهم للإمساك به ستُحال سرابًا بعد قليل. فقد نشرت الصحف أن هذا الشاب أقدم على تفجير نفسه في الحافلة، حيث رفض أن يكون مصير العملية الفشل.

يُذكر أن الإسرائيلي سعى لتكريس معادلة “المعركة بين الحروب” قبل 7 أكتوبر، لكنه أخفق نتيجة توازن الردع، بالإضافة إلى عدم تبنّي الحزب الرسمي حتى الساعة للشهيد “حسيني”. ستكشف الأيام والليالي والميادين أن شبانًا مضوا على خط نصر الله، قضوا دون أن نعرف ما كان دورهم حقًا، سوى أن طاقتهم تكرّست لإيذاء العدو وتكبيده أكبر خسارة ممكنة، كي يتم كنسه من أرضنا، ولو استدعى الأمر السفر إلى أقاصي الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *