دراجة تحرك الدولة

شرعت في كتابة هذا المقال بالتزامن مع استهداف العدو الصهيوني للغرف الجاهزة في عيتا. شهدت صيدا، على غرار سائر المناطق اللبنانية، حملة على سائقي الدراجات النارية، تحت عنوان ممجوج يدعى حفظ الأمن.

يمثل أمام المواطن مشهدان متناقضان: سائق يقوم برعونة وطيش في قيادة الدراجة، مسببًا الإزعاج تارة، وحاصدًا جرحى وضحايا تارة أخرى. المقلب الآخر، سائق معيل لأسرته يعمل في توصيل الطلبات “الديليفري”، ليتسنى لهم توفير قوت يومهم في ظل الأزمة المعيشية وشح الأعمال.

ينقل أحد السائقين الذين يعملون في هذا الحقل لـ”ميدان”: “أمس انفصلت عني زوجتي إذ لم تقتنع أنه ليس هنالك عمل”. يفيد آدم، الذي يعمل في المجال ذاته: “تخيّل الدولة انتفضت على اعتداءات العدو واتجهت إلى محاربة أرزاقنا”. يستنكر محمد: “الأفق أمامنا كشباب بات مسدودًا، واليوم الدولة تقضي على ما تبقى من محاولة للعيش في هذا البلد”.

يتزامن كل هذا مع مماطلة تأخذ طابعًا سياسيًا في ملف إعادة الإعمار. ليُثار تساؤل من نوع: هل الدولة شنت الحرب الضروس ليس على العدو، بل على الكادحين؟ الإجابة ليست رهن الأيام، هي جلية واضحة للعيان!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *