خالد بسيوني
أ
” أنا أيضا لاشئ يعجبني , أحاصر دائما شبحا يحاصرني “هكذا اكتب وهكذا أنا لا شئ يعجبني , اعتقد أن درويش أجتهد كثيرا ليعرف ماهيته الشبح , أهوالإحتلال ؟, أم الغربة ؟ , أم نفسة ؟ , أو ربما شبح ريتا التي لولا هرتزل وبلوفور لم يكن ليراها
, أو أو أو. …
ظل درويش يسأل نفسة دائما من هو لكنة في النهاية توصل لإجابة في مضمونها يأس , لكن تظل إجابة مريحة ومرضية حين قرر بعد هذا الكم من الأسئلة أنة
” لاعب النرد يربح حينا .. ويخسر حينا , هو مثلنا أو, أقل قليلا”
فهو بالفعل مثلنا لكنه ليس أقل فإيماني القطاع أنة لايوجد إنسان أقل من أخاة.
تأثرت كثيرا بدرويش منذ طفولتي فأنا إبن أسرة علمتني الشعر والمزيكا والحب والتفكير قبل أي شئ , دائما ما كنت أري درويش ليس مجرد شاعر بل روائي يحكي قصة من منظورة الخاص بكل ما فيها من ألم وأمل هو إنسان فقط فلم يكن” قصبا ثقبتة الرياح فأصبح نايا ” ولد درويش مصادفه وإنتمي إلي تلك الأسرة التي عانت كثيرا من ويلات الإحتلال وهجرت من ارضها مصادفة,
وربما لم يكن أسمة محمود ربما كان غسان أو تميم أو ناجي , لكن القدر قرر أنه محمود لكي يجعل من كل حرف في أسمة حكاية , حيرتان وحسرتان حيرة العقل والقلب وحسرة النكبة وريتا.
وصف درويش الجدة بالشجرة هكذا أري جدتي التي تحملت تربية الأبناء والأحفاد بيد غليظة وقلب أرق من ورق الشجر , ” سجل أنا عربي ” ورغم أن دروي ش العربي والشرقي بإمتياز فلم يقبل بالرجعية والعادات والتقاليد وثار عليها فكان عربي تقدمي فهو ” لم يشفي من الإنفلونزا بكوب بابونج ساخن ” كما كان يأمل.
محمود متقلب المزاج دائما مثلي ومثلكم أو كما نسميها في عصرنا ” جوزائي” فحيرني معه مثلما أحتار فظللت أسأل هل ” أنتظرها ” أم أنها ” لن تأتي” فوقفت في المنتصف بين الأمل واليأس أتسائل فيرد ” ليس لي دور بما كنت أو سأكون هو الحظ والحظ لا أسما له ” أهو الحظ أم إختيارتنا في الحياة أم القدر أم ماذا
أسئلة كثيرة تطرحها قصائده ويجيب عليها دائما بتناقض فلسفي محير للعقل والقلب .
أنا ولد طائش مثلك لكنه بإختياري , لماذا ذهبت إلي حيفا أيها “الولد الطائش”
أعلم أنك ” تحب الحياة إذا ما أستطعت إليها سبيلا ” لكن أهناك حياة تحت وطأة الإحتلال ؟
أنا أيضا تعبت من الطريق ومن الحلم ” لا شئ يعجبني ” مثلك وربما أكثر قليلا لكني أظل أردد ” سأحلم .. سأحلم ” رغم أن اليأس يأكل كل نقطة بيضاء بداخلي وأشعر بالخوف من أن أصبح مظلم ظلاما دامس من الداخل ولكن أدرك للحظات أني لست ملاكا أو جماد أنا بشري لكن كان علي ” أن أسقط من علو شاهق وأري دمي علي يدي لأدرك أني لست ملاكا ” وحين أستيقظت ظللت أردد ” أنا بخير..
أنا بخير مازال في عيني بصر .. مازال في السماء قمر.”
سؤال يتبعه سؤال تتبعه حيرة وشك وخوف وتردد فأنا دائما متردد ” يدخل الطيران أفكاري ويقصفها , ويقتل تسعة عشر طفلة ” لكن الحب والفن والمقاومة تنتشلني من اليأس والخوف دائم ا والتفكير في الغد.
كان يجب أن ينهي درويش كل هذا الجدل في النهاية ويجيب عن تلك التساؤلات التي طرحها و يمكن تلخيصها في الأتي ” من أنا , ماذا أفعل , ماذا أريد”
فكان الختام :
” ومشى الخوف بي ومشيت به حافيا ، ناسيا ذكرياتي الصغيرة عمّا أريد
من الغد – لا وقت للغد –
أمَشي / أهرول / أركض / أصعد / أنزل / أصرخ / أنَبح / أعوي / أنادي / أولول / أ سرع / أ بطئ / أهوي / أخف / أجف / أسير / أطير / أرى / لا أرى / أتعثرَّ / أصَفر / أخضر / أزرق / أنشق / أجهش / أعطش / أتعب / أسغَب / أسقط / أنهض
/ أركض / أنسى / أرى / لا أرى / أتذكَّر / أسَمع / أ بصر / أهذي / أ هَلْوس / أهمس / أصرخ / لا أستطيع / أئَن / أجنّ / أضَلّ / أ ق ل / وأكثر / أسقط / أعلو / وأهبط / أ دْمَى / ويغمى عليّْ “
Leave a Reply