
متأخرا عن الموعد كعادته، يدخل بلحية تنذر عن زمن كان شاهدا عليه. متحدثا عن يوليو عبد الناصر وعيون مصطفى سعد. قارءا التحولات بشيء من الامل الذي يغيب عن اكثرنا. علي عارف الحر اسم الفه الصيداويين والفهم
عادته في العيادة والمستشفى وجغرافيا المهنة. ساعات كثيرة تقضيها وانت تنتظر موعد المعاينة. مكتشفا فيما بعد انها جزء من فلسلفته في العلاج. نادرا ما تقصد عيادته، وتدخل في الموعد المضروب. زحمة من نسيجه الذي لم ينفك عنه يوما، مداويا اهله من الفلسطينيين واللبنانيين في صيدا وضواحيها.
كفاءة منقطعة النظير في انسانية المهنة وعلومها، لم تستطع التساوق مع الحداثة. خرائظ العبث في الجغرافية العربية يحفظها عن ظهر قلب. مقلبا الصفحات في حديثه من مشاريع التقسيم الاولى متعرضا لمشروع ايزنهاور حتى برنارد لويس. متصلا بخلاصة لربما لم يسبقه اليها سوى منير شفيق بضرورة لقاء الفكر القومي العربي مع الاسلام.
لا يشبه الا نفسه ان كان في تجاعيد العمر، او شعر كث قد وظبه في اللقاء الاخير. ثلمة لم يستطع التعافي منها بعد خيبات كثيرة من عروبة”التفنيصة” من خليج لم يعد هادر كما في الشعار. شهادة السيد التي يعزي ذاته، انها من سنن الفروسية والتاريخ والدين وسير الابطال.
علي الحر اسم يعرفه كثيرون في صيدا، يعتب عليه البعض ويلاقيه البغض. مجمعين كلهم انه بروفيسور الفقراء.
Leave a Reply